صوم رمضان مدرسة الصبر والإيمان
((((صوم رمضان مدرسة الصبر والإيمان))))
بقلم الأستاذ الدكتور عصمت رضوان..
وكيل كلية اللغة العربية جامعة الأزهر
وعضو مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف..
.................................
الصوم فريضة إسلامية عظيمة ، وهو أحد الأركان الخمسة التي بُني عليها هذا الدين الإسلامي الحنيف، وهو أشبه بمدرسة تعلمنا الكثير من الفضائل والأخلاق ، والآداب والسلوكيات .
فالصوم مدرسة الإيمان ، يعيش فيه المسلمون أجواء إيمانية عظيمة ، ففي شهر الصوم تزداد العبادات ، وتكثر الطاعات، وتمتلئ المساجد بالراكع والساجد.
فيه يتوب المسيء ، ويلتزم المقصر ، ويتنافس المتنافسون في فعل الخيرات.
والصوم كذلك مدرسة الصبر ، فهو يعلمنا كيف نصبر على ترك الطعام والشراب اللذين بهما قوام الحياة وأسباب العيش، يعلمنا كيف نصبر على شهوة الجسد لنرتقي إلى لذة الروح.
فالصبر درس عظيم من دروس الصوم ، والصوم درس عملي تطبيقي للصبر في أعظم صوره.
ورمضان الذي هو شهر الصوم هو كذلك شهر الصبر ، لما بين الصوم والصبر من الارتباط.
وقد جاء في الأحاديث النبوية الشريفة تسمية رمضان بشهر الصبر، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صوم شهر الصبر وثلاثة أيامٍ من كل شهر صوم الدهر» رواه الإمام أحمد.
وجاء رجل من باهلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد هَزُل جسده، وتغير لونه، من ديمومته على الصيام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «من أمرك أن تعذب نفسك؟ صم شهر الصبر رمضان، وثلاثة أيام من كل شهر» رواه أحمد وأبو داود.
فكأن الصبر قد صار علما على رمضان ، به يوصف ويعرف.
وإذا كان الالتزام بالطاعة صبرا ، والكف عن المعصية صبرا ، وحبس النفس على المكروه صبرا _ فإن الصوم جامع لأنواع الصبر كلها : ففيه الصبر على فعل الطاعات ، والصبر على ترك المنهيات ، والصبر بحبس النفس علي الشدائد وإرغامها على ما يشق عليها من الأفعال والعادات.
قال ابن رجب الحنبلي: "وأفضل أنواع الصبر: الصيام، فإنه يجمع الصبر على الأنواع الثلاثة؛ لأنه صبر على طاعة الله عز وجل، وصبر عن معاصي الله ؛ لأن العبد يترك شهواته لله ونفسه قد تنازعه إليها، ولهذا جاء في الحديث الصحيح أن الله عز وجل يقول: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي)).
فعلينا أن ننتهز الفرصة لنتعلم من هذا الشهر الكريم، بل من هذه المدرسة العظيمة ، ولنفيد مما فيها من دروس وعظات .
نسأل الله تعالى أن يتقبل صلاتنا وصيامنا ، وقيامنا وسائر أعمالنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق