الحكمة من زكاة الفطر
{{{ الحكمة من زكاة الفطر }}}
"بقلم فضيلة الدكتور محمود فتحي أبوالليل عضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بسوهاج "
***********************************
لا يخفي على كل ذي لب أن الله تبارك وتعالى ما فرض فرضا ولا أحل حلالا ولا حرم حراما ولا أباح مباحا إلا لحكمة عنده تبارك وتعالى، فهو سبحانه لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وهو الذي خلق الخلق وهو أعلم بما يصلحهم في أمور دينهم ودنياهم، والحكم الإلهية من التشريعات السماوية كلها مصلحة للخلق، فالله غني عن خلقه وهم الفقراء إليه، فالحكمة إما جلب منفعة أو دفع مضرة أو رفع حرج.
وبعض الحكم ظاهرة واضحة، وبعضها يخفى على كثير من الناس، ولذلك وجب على المسلمين جميعا أن يقولوا سمعنا وأطعنا.
وزكاة الفطر من الفرائض التي افترضها الله على عباده ذكرهم وأنثاهم صغيرهم وكبيرهم، والحكمة منها جلب منفعة ودفع مضرة.
فجلب المنفعة للفقير الذي يأخذ الزكاة فهي طعمة لهم يستغنوا بها عن السؤال في هذا اليوم، فهي تدخل السرور والفرح في قلب الفقير، وتجعله يشارك الغني السعادة والبهجة في يوم العيد.
كما هي دفع مضرة قد تلحق الصائم الذي يخرج الزكاة، فلا يخلو – إلا من رحم ربي – صوم من رفث ولغو قد يلحق مضرة بالصوم فينقص من أجره فتأتي زكاة الفطر فتدفع المضرة وتطهر الصوم والصائم من اللغو والرفث.
وهاتان الحكمتان نُصَّ عليهما في حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: "فرَضَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطر؛ طُهْرةً للصَّائِمِ مِنَ اللَّغوِ والرَّفَثِ، وطُعمةً للمَساكينِ، مَن أدَّاها قبل الصَّلاةِ فهي زكاةٌ مَقبولةٌ، ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ فهي صدقةٌ مِنَ الصَّدقاتِ".
كما أنها زكاة للبدن، ولذلك سميت بزكاة الفطرة، فقد وجبت على الصغير الذي لا يجب عليه الصوم، فيخرج عنه وليه شكرا لربه أن أمد الله له في عمر صغيره وحفظه له وتزكية لنفسه وتطهيرا لها.
ولا يخفى أن حصول الأجر والثواب على إخراجها من الحكم البينة الواضحة في فرضيتها. فالغني والفقير مستفيدان من حكمة زكاة الفطر، فمن يخرجها تطهره وتطهر صومه ومن يأخذها تسعده وتذهب همه.
وبعيدا عن التشدد والتمسك بالقول القائل بإخراجها طعاما فقط، فالحكمة تتجلى في مصلحة الفقير. فحيثما كانت المصلحة فثم شرع الله، فمتى كانت المصلحة في زمن من الأزمان ومكان من الأمكنة في إخراجها طعاما أخرجت طعاما، ومتى كانت المصلحة في زمن آخر ومكان آخر في إخراجها قيمة أخرجت
قيمة فحكمة الشرع تدور حول المصلحة للخلق.
فأخرجوا زكاتكم طعاما أو قيمة بنفس راضية، شاكرين الله على نعمة الصوم وعلى نعمة إخراج الزكاة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق