من لَم يُهــــــذبه الهَوى

 من لَم يُهــــــذبه الهَوى

بقلم مصطفى سبته
سكنتم سويدالقلب في برزخ الصدر
فذاب لكم قلبي وغاب بكم فكري
يَكادُ يُصـَهر مـِن الشـَـوق قَلـبـي
وتُرفرف الرُوح مِن ذاك الجمال
أُشاهدُ مَعنى حُسنِكُم فَيَـــــــلَذّ لي
خضوعي لديكمْ في الهوى وتذللي
وأشتاقُ للمغنى الَّــــــــــذي أنتمْ بهِ
ولولا هواكم ما شاقَني ذِكْرُ مَنْزِلِ
وَمن لَم يفقهــــــــه الغَرامَ فَجــاهِل
وَمن لَم يُهــــــذبه الهَوى لَم يهذب
سلوا عَن فُنـون الحُبّ مني فَاِنَّ لي
يَدا فيهِ بِالتَجريب لا بِالمُــــــؤَدّب
وَلا تَأخُذوا عَمَّن رَوى لَكُم الهَوى
وَلكن اِذا شِئتُم خُذوا عَن مُجرّب
وَاِنّي من قَـــوم اِذا عَشِقـــــوا رَأَوا
هَلاكَهُم في العِشق أَعظَم مَـــأرب
أنعم أيها العاشـق معنـى حُسنِنـا
مـهـرُنـا غـــال لِـمَــن يخطِـبُـنـا
جسد مضنىً وروحٌ فى العنا. وعـيــونٌ لا تــــذوق ُ الـوسـنــا
وفـــؤادٌ لـيــس فــيــه غـيـرنــا. فـــإذا مـــا شـئــت أدِّ الـثـمـنـا
فافنَ إن شئـت فنـاءً سرمـدا. فالفَنا يدنـى إلـى ذاك الفِنـا
واخلع النعليـن إن جئـت إلـى
ذلــك الـحـيِّ فـفـيـه قُـدسُـنـا
وعـن الكونـين كــن منخلـعـا
وأزل مـــا بـيـنـنـا مِــــن بـيـنِـنـا
وإذا قيـل مـن تـهـوى فـقـلأنا
فـقـلأنا من أهوى ومن أهوى أنا
يَا مَرِيضَ الْرُّوحِ يَا كَاتِمَ الْهَوَى
يَا مَلِيحَ الْقَلْبِ الْحَبُّ مِنْكَ دَنِّى
افْرَحْ وَاطْرَبْ وَبُوحْ قَدْ نِلْتَ الْمُنَى
صَرِحْ وَنَادِي سُبُوح يَأْتِيكَ بِالْهُنَى
اجْهَرْ بِالْحُبِّ وَبُوحْ وَاتْرُكْ عَنْكَ السِوَى
وَان ارَدْتَ نُوح فَالنَّوْحُ لَكَ دَوًى
وَانْ ارَدَتْ سُوحَ فِي كَوْنِ الصّفَى
قَلْبُكَ الْمَجْرُوحُ بِالْحُبِّ غَوَى
وَجْهُكَ السَّمُوحُ بِالْعِشْقِ اكْتَوَى
انْ شِئْتَ الْفُتُوح فَاتْرُكِ الْهَوَى
يَا قَلْبُ يَا مَشْرُوح يَا رُوحَ النَّقَى
الْعِطْرِمِنْكَ يَفُوح فَحَوَى كُلِّ مَنْ نَوَى