موعد مع القدر
موعد مع القدر
قصة قصيرة
شاءت الصدف ان يقوم (يونس) بزيارة عائلة من اقربائه في ( مدينة دهوك ) في مساء ليلة صيفية
وكانت العادة في وقتها بعد آذان المغرب ان تجتمع هذه العوائل فوق سطح الدار لكون اغلب العوائل كانت تفتقد لابسط انواع المراوح او المبردات اي لم تكن متيسرة في وقتها و غالبية الدور لم تتزود بخط الكهرباء بعد. ؟؟؟
فكانت هذه العوائل سعيدة بهذه الروحية والتجانس فيما بينهم. !!
فبعد عودة الرجال من الجامع القريب من حي محلة (الحمام). وقيام النساء بترتيب العشاء على شكل دوائر لكل اسرة حسب ما اعدته النسوة و بعد العشاء تم اعداد الشاي و الكرز البسيط ( حب بذور عباد الشمس ). و تحلقت الفتيات و الرجال في مجاميع ودارت فيما بينهم احاديث مختلفة حول العمل و شؤون المعيشة.؟وكانت اسر عديدة تسكن في دار واحدة بأيجار كل اسرة في غرفةولفت سماع( يونس) صوت فيروزي منعش مابين الفتيات و بعد متابعة من هي تكون صاحبة هذا الصوت العجيب برنته و بالتحكم بحلاوة تلفظه ؟؟؟
وقعت هذه الكلمات في اذن ( يونس) كالسحر و قوة جذب غريبة تجاه هذه الفتاة التي ربما كانت تكبره بسنة او اكثر و كان (يونس) في وقتها لم يكمل عامه الرابع عشر من عمره. ؟!شعر كانه سهم غرز في احاسيسه و بعد اكمال السهرة في محلة (الحمام )عند الاقرباء و العودة للدار لقد ظلت تلك الكلمات تنعاد في تفكيرة مرة و مرات و فعلا من لحظتها تلك سرى نوع من الحب و الاندفاع بالمشاعر تجاه هذه الفتاة (سهى) وفي اليوم الذي من بعد ذلك بدء يترصد (يونس) الفتاة ( سهى) حينما تلتحق بمدرسة البنات القريبة من دارهم فبدء يتابع خطواتها ذهاباً و عودة و لاحظ ان (سهى )ايضاً تلوح له من بعيد بكتاب في يدها و تطور الموقف و اصبح الموقف شهور وسنين و بسبب الظروف الاجتماعية و تدخل الاخرين كطرف ثالث حدثت مشاكل و مشادات مابين( يونس)
وشباب تلك المنطقة على اساس انه شاب من غير اهالي المنطقة يتردد كثيرا على هذه المنطقة ؟!!و فعلاً حدثت تصرفات و خلق مشاكل عديدة و لكن كان ( يونس ) لايبالي بهذه المشاكل و كانت توجد تلة او بالاحرى المقبرة القديمة التي شيدت عليها بناية المحافظة الجديدة حالياً وكان خلفها يجري الغدير الذي كان ياخذ مساره بالقرب من البساتين على طول الوادي و استمرت الايام و السنين و لم يتمكن (يونس) من التحدث المباشر مع (سهى) بسبب الظرف الاجتماعي السائد في ايامها؟؟
وفي مساء يوم ما بينما كان (يونس). واقفا على التلة التي تشرف على هذا الحي لا حظ فتاة خرجت من الدار التي كان يرصد كل حركة منها وكانت تلبس عباءة سوداء و توجهت نحو المقبرة و كلما قربت خطوات هذه الفتاة باتجاه تواجد ( يونس) كانت دقات قلبه تضطرب و لم يصدق الموقف واقدام هذه الفتاة على هذه الخطوة و فعلا اتت ومرت بالقرب منه ولكن اصبح (يونس) شخصا آخر بليدا ًلقد فقد كل قدراته و لم يصدق على ما اقدمت هذه الفتاة عليه و فعلا كان لاهل الفتاة تلك بستانا. بنفس المكان حيث وصلت الفتاة على حافة النهر و ظلت تراقب (يونس) لكي يتوجه اليها ويتحدث معها و استمرت الفتاة تراقب الموقف عن مضض و امتعاض شديد من برود و سوء تصرف (يونس) وظلت تقذف حصوات صغيرة بالمياه و لكن ظل ( يونس) بليدا لا يحسن التصرف و اختيار هذه الفرصة الثمينة الحدث كان اكبر من ان يصدقه ( يونس)و بعد ان يأست ( سهى) من جبن و عدم قيامه بالتحدث و النزول اليها استاءت الفتاة عادت باتجاه طريق مجيئها و فعلا سلكت نفس المسار بالقرب منه و ظلت تمرقه بنظرة عتاب شديدة و كانت هذه الفرصة الوحيدة و الاخيرة التي بقت تؤرق فكر و قلب (يونس) طيلة هذه السنين الطويلة و مرت سنين اخرى و اختلفت الاوضاع و الامور وسافرت الفتاة للدراسة في جامعة بغداد حيث قبلت في احدى الكليات هناك بعد اكمال دراستها تزوجت من احد اقربائها و سافرت الى احدى الدول الاوربية و علم من بعض المعارف ذلك ان (سهى )قد اصابها مرض عظال و توفت نتيجة هذا المرض الخبيث و لكن كان يوم وصول جثمانها و مراسيم العزاء لها كان يوما مؤلماً في حياته وتمنى ( يونس) مع نفسه لو كان قد توفى في لحظتها لعله كان يكون قريبا من مدفنها؟؟؟
ولا زال يحاسب نفسه على ذلك الموقف و التقصير و عدم استغلاله لبدء الحديث معها لربما كانت تغيرت اموراً كثيرة؟؟
والقدر تدخل لوضع مسار آخر لبدء تشعبات اخرى لا تنتهي ولكي يستمر الحزن يلامس قلب ( يونس) لحين الالتحاق معها في الآخرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق