دخلت القبر بإرادتى
دخلت القبر بإرادتى ودون رغبتى
كتبت: ناهد رضوان
منذ أسابيع وانا أقوم بعمل العديد من الفحوصات والتحاليل والاشاعات إنتهت بأن طلب منى الطبيب المعالج.. عمل أشعة (بالرنين المغناطيسى).. أسمع عن الرنين المغناطيسى وأعرف الجهاز الخاص به.. لكن لم أكن أدرى يوماً أنى سأكون أحد ساكنيه، دخلت حجرة صغيرة طلبت منى الممرضة خلع أى معادن وارتداء زى ازرق.. استعدادا لدخولى غرفة الأشعة.. دخلت، وطلبت منى الممرضة الاستلقاء على سرير معدني وطلبت أن أضع يداى فوق بعضهما،وأن اظل ثابته دون حركة.. واضعة سماعة على أذنى حتى تنتهى الأشعة.. وخرجت وتركتنى.. تحرك بى السرير إلى داخل اسطوانة وبدأت الأشعة والأصوات الخارجة من الجهاز.. وجدتنى داخل قبر!!! نعم قبر.. لكنه مضيئ، نطقت الشهادة وبدءت فى ذكر الله وإذا بى انا ودموعى داخل الاسطوانة التى تشبه القبر، صرخت بداخلة يا الهى اغثنى .. لم أكن أخاف الاسطوانة.. ولكنى خِفت القبر وضيقه وظلمته.. الهى ماذا سأفعل إن جاءت ساعتى وحان موعد اللقاء.. لا أعرف إن كنت من أهل الجنة أم من أهل النار.. يا إلهى رحمتك أرجوا.. وانا على هذه الحالة اذكر الله واسبحه واستغفره.. لا أستطيع السيطرة على دموعى؛ مر أمامى شريط حياتى وانا داخل هذه الاسطوانة الأشبه بالقبر.. الفرق أنى سأخرج.. أما قبر العبور للاخرة.. وهو السكن الاخير لكل إنسان.. لا يمكن الخروج منه أو العودة لعلاج وإصلاح ما افسدناه.. فالحكم الآلهى لا رجعة فيه إلا أن تتغمدنا رحمة الله وفضله.. خمسة عشر دقيقة من أصعب الفترات التى عشتها طوال حياتى وهى أن أكون داخل قبر لا أستطيع الحركة .. وصلت لمرحلة الاختناق والرهبة الحقيقية من ضيق المكان، تذكرت وقتها كلمة الدكتور/ محمد ناجح رحمه الله.. وانا أشيد بعلمه.. فقال إنه لا فضل له فيه.. إنه ستر الله فكل نعمة ينعم علينا الله هى ستر منه.. فالصحة ستر.. وكل النعم هى ستر من الله.. كما تذكرت كلمة الحمدلله رب العالمين وكيف نقولها كما اوضحها الدكتور / محمود السماسيرى.. أنها ليست مجرد كلمة أو سورة فى قرآن (صورة الفاتحة) .. فماذا فعلنا بين كل صلاة وصلاة هل حقا نحمد الله.. هل نعرف كيف نحمد الله.. هل نؤدى حق الحمد.. كم انا مقصرة فى حق الله.. إلى هذا الحد نألف نعم ربنا ولا تقدرها.. حتى تهوى بنا قوتنا ونفيق .. توقف الجهاز وتحرك السرير للخارج معلناً انتهاء عمل الأشعة.. طلبت منى الممرضة النهوض لم استطع وتركتنى لحظات.. ثم ساعدتني على النهوض.. وانا ارتجف ليس خوفا من قبر الدنيا... بل خوفا من قبرى الابدى ومقرى الاخير.. العبور للاخرة.. رحماك يا الله.. . إذا كنت فى قبر إسطوانى لم اتحمل خمسة عشر دقيقة وانا بداخله بإرادتى.. فما هو الحال عندما تسلب منى إرادتى.. وادخل قبرى الضيق المظلم وأبقى به مئات أو آلاف السنين لا أدرى.. كيف سيكون حالى مع ربى.. رب رحيم كريم عفو غفور.. لماذا نتصارع على الحياة .. لماذا تأمرنا النفس بأشياء تقربنا من هلاكنا لما نسمح بذلك.. اللهم أعنا على أنفسنا.. ولا تبعدنا عنك مهما قصرنا.. ما أهون الدنيا.. وما أضعفنا.. اللهم وسع علينا قبورنا.. وعاملنا بفضلك واسترنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك.. اللهم رضاك والجنة.. الحمدلله ملء السموات والأرض وما بينهما..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق